السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد وَرَد أن رب العزة سبحانه وتعالى يعجب مِن
" رجل ثار عن وطائه ولحافه مِن بين أهله وحِبِّه إلى صلاته ،
فيقول ربنا : أيا ملائكتي انظروا إلى عبدي ثار من فراشه ووطائه
ومن بين حِبِّه وأهله إلى صلاته رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي" ،
كما في المسند وسُنن البيهقي .
وعند الطبراني في الكبير عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال :
ألا إن الله عز وجل يضحك إلى رجلين ؛ رجل قام في ليلة باردة من فراشه ولحافه ودثاره
، فتوضأ ثم قام إلى صلاة ، فيقول الله عز وجل لملائكته : ما حَمَل عبدي هذا على ما صنع ؟
فيقولون : ربنا رجاء ما عندك ، وشفقة مما عندك ، فيقول :
فإني قد أعطيته ما رَجَا ، وأمَّنْته مما خَاف – وَكَر الرَّجل الثاني - .
قال الهيثمي : رواه الطبراني في الكبير ، وإسناده حسن .
والله تعالى أعلم .
الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
الأسباب الميسِّرة لقيام الليل
ذكر أبو حامد الغزالي أسباباً ظاهرة وأخرى باطنة ميسرة لقيام الليل:
فأما الأسباب الظاهرة فأربعة أمور:
الأول: ألا يكثر الأكل فيكثر الشرب، فيغلبه النوم، ويثقل عليه القيام.
الثاني: ألا يتعب نفسه بالنهار بما لا فائدة فيه.
الثالث: ألا يترك القيلولة بالنهار فإنها تعين على القيام.
الرابع: ألا يرتكب الأوزار بالنهار فيحرم القيام بالليل.
وأما الأسباب الباطنة فأربعة أمور:
الأول: سلامة القلب عن الحقد على المسلمين، وعن البدع وعن فضول الدنيا.
الثاني: خوف غالب يلزم القلب مع قصر الأمل.
الثالث: أن يعرف فضل قيام الليل.
الرابع: وهو أشرف البواعث: الحب لله، وقوة الإيمان بأنه في قيامه لا يتكلم بحرف إلا وهو مناج ربهـ