نشأت في اجواء اليابان المتقدمة تكنولوجيا، وعشت
بعائلة عطوفة، وتوافرت لي سبل النجاح في عملي ونعمت بحياة مستقرة، وكانت
عائلتي تدين بالديانة البوذية مثل كثير من اليابانيين لكن ارتباطي بالبوذية
كان ضعيفا منذ طفولتي ولم يكن والداي يكترثان , وكانت تدور في عقلي اسئلة
وانا طفلة تتعلق بالكون والوجود والحياة وظلت هذه الاسئلة تراودني حتى بلغت
سن العشرين ..
وحين انهيت دراستي الجامعية وبدأت اعمل وسط الغيوم مضيفة طيران في الخطوط
الجوية اليابانية املت ان اجد السلام والهدف من خلال العمل، لكن على العكس
من ذلك استمر وجود فراغ في حياتي، كان هناك شيء ما مفقود ورجوت متحرقة ان
اكتشف ما هو، وشاء الله مدبر الامور ان اعمل مترجمة في وكالة سياحة في مصر
لمدة عام ومن خلال زملائي عرفت الاسلام..
وبعد اكمال عام في الخارج عدت الى اليابان وقررت ان ادرس الاسلام علي اعثر
على اجابات للاسئلة التي لازمتني طوال حياتي، لم تكن المعلومات التي
استخلصتها سابقا عن الاسلام من المدرسة والتلفاز محدودة جدا وحسب، وانما
كانت مشوهة تشويها بالغا، وحالي هو حال معظم الشعب الياباني الذي يقرأ
ويسمع فقط عن العنف الذي تحمله كلمة مسلم، وحينما عدت الى اليابان ذهبت الى
المركز الاسلامي في طوكيو وطلبت نسخة مترجمة من القرآن الكريم الى
اليابانية وتكررت زيارتي الى المركز ثلاث سنوات حيث درست الاسلام ومع مرور
الوقت ازداد فهمي واعجابي بالاسلام على نحو رائع وقدم لي هذا الدين البهي
اجابات كانت تلاحقني لسنوات طويلة، ثم سافرت الى مصر لاعلن جهارا اعتناقي
للاسلام في جامعة الازهر ووجدت عملا في مصر وتزوجت مصريا مسلما وانجبت طفلة
سميتها مريم والحمد لله اعيش حياة سعيدة مع ديني الجديد وعائلتي واقوم
بحفظ القرآن الكريم مع زوجي.
كان لوضع المرأة في الاسلام اثر قوي في نفسي، فالمرأة المسلمة مصونة
ومكرمة، ومشاعرها وعقلها وعفافها كل ذلك محترم اكثر بكثير مما كنت اتخيل
سابقا، بدأت انفرد بنفسي واسأل الله ان يهدني الى الحقيقة، وان يعلمني
اياها، وشرعت اتأمل العالم المخلوق لارى يد الله فيه، تأملت الاشجار
والازهار والطيور والحيوانات، وتأملت في ابداع الخلق وفي التوازن المسير
لهم. شعرت بأن لله كتابين: كتاب ناطق هو القرآن الكريم، وكتاب صامت اتخذ
شكل الكون وعجائبه وجلاله.
وهكذا رأيت الله في ابداعه، وهداني قلبي واحساسي الى الاسلام شعرت بنور
الله يملأ قلبي، واجتاحتني سعادة غامرة لما ازداد ايماني وشعرت كما لو ان
الله كان معي في كل لحظة.