عن الدكتور: زغلول النجار
أخرج الأمام مسلم فى صحيحة عن انس بن مالك أنة قال "أن أهل مكة سألوا رسول الله (ص) أن يريهم أية , فأراهم إنشقاق القمر مرتين"
و أخرج الحديث برواية أخرى عن عبد الله بن مسعود أنة قال " بينما نحن مع رسول الله (ص) بمنى إذ أنفلق القمر فلقتين , فكانت فلقة وراء الجبل , و فلقة دونه , قال رسول الله(ص) : ( أشهدوا)
أن الرسول قبل هجرته من مكة المكرمة إلي المدينة المنورة جاءه وفد كفار قريش وقالوا له يا محمد إن كنت حقا نبيا فأت لنا بمعجزة تشهد لك بأنك نبي!! فقال لهم ماذا تريدون فقالوا شق لنا القمر وذلك بأن يشير بـإصبعه الشريف إلي القمر فانشق القمر إلي فلقتين تباعدتان بعضهما البعض عدة ساعات ثم التحما فقال الكفار لقد سحرنا محمد, ولكن بعض العقلاء منهم قال لا يمكن أن يطول السحر كل الناس فلننتظر القادمين إلي مكة من السفر, وسألوا القادمين هل رأيتم شيئا غير عادي في القمر؟ فأجابوا بأنهم رأوا القمر وقد انشق عدة ساعات لتحم فآمن منهم من آمن وكفر من كفر, ولذلك يقول ربنا تبارك وتعالي في محكم آياته "اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر, وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر, ولقد جاءهم من الأنباء مافيه مزدجر, حكمة بالغة فما تغني النقمر:1-5) صدق الله العظيم
و قد دون كل من التاريخ الهندى و الصينى القديم حادثة أنشقاق القمر , و أرخوا بها . و فى محاضرة لى بكلية الطب - جامعة كارديف فى مقاطعة ويلز غربى بريطانيا , منذ عدة سنوات مضت وجه الى أحد الحضور من المسلمين سؤالا عن الآيات فى مطلع سورة القمر و هل تمثل ومضة من ومضات الاعجاز العلمى فى كتاب الله ؟ فأجبت بأن هزة الواقعة تمثل إحدى المعجزات الحسية التى وقعت تأيدآ لرسول الله (ص) فى مواجهة كفار و مشركى قريش و إنكارهم لنبوتة ( علية السلام ) و أن المعجزات خوارق للسنن , و على ذلك فإن السنن الدنيوية لا يمكن لها من تفسير كيفية حدوث المعجزة , و لولا ورودها فى كتاب الله , و فى سيرة رسول الله (ص) ماكان علينا نحن المسلمون اليوم أن نؤمن بها و لكننا نقربها , و نؤمن بوقوعها لورودها فى كتاب الله بالنص الإلهي ( القمر:1-5)
و بعد انتهاء حديثى وقف رجل بريطانى من الحضور و أستأزن فى أن يضيف شيئي إلى أجابتى فأزنت لة , ثم بدأ بتعريف نفسة على أن أسمة " داود موسى بيدكوك" و أنة مسلم , و يرأس الحزب الأسلامى البريطانى . ثم أضاف أن هزة الآيات فى مطلع سورة القمر كانت السبب فى إسلامة فى أواخر السبعينات من القرن العشرين , لأنة ببحث مستفيض فى الأديان أهداه أحد المسلمون ترجمة لمعانى القرأن الكريم , و أنة عندما فتح هزة الترجمة لاول مرة فوجئ بسورة القمر فقرأ الآيات فى مطلعها , و لم يكد يصدق أن القمر قد أنشق ثم ألتحم فأغلق الترجمة و انصرف عنها.
ثم شاء الله ( تعالى ) أن يشاهد على شاشة التلفاز البريطانى
(b.b.c)
برنامجآعن رحلات الفضاء أستضاف فية المزيع البريطانى المعروف جيمس بيرك ثلاثة من علماء الفضاء الأمركيين فى سنة 1978م و فى أثناء الحوار كان المزيع ينتقد الإسراف على رحلات الفضاء بأنفاق بلاين الدولارات, و الأرض يتضور فيها ملاين البشر من الجوع , و المرض , و الجهل , و التخلف , و كان جواب العلماء أنة بفضل هزة الرحلات تم تطوير عدد من التقنيات الهامة التى تطبق فى مجالات التشخيص و العلاج الطبى , و الصناعة, و الزراعة , و غيرها, و فى أثناء الحوار جاء زكر أول رحلة إنزال رجل على سطح القمر , و قد تكلفت أكثر من مائة مليار دولار , و جلس المزيع يتابع عتابة على هزا الإسراف , فرد العلماء بأن هزة الرحلة قد أثبتت لهم حقيقة لو أنفقوا أضعاف هزا المبلغ لإقناع الناس بها ماصدقهم أحد..ّّّّ11 فسأل المذيع : ما هى هذة الحقيقة؟
فأجابوا:انشقاق القمر في يوم من الأيام ثم التحامه فقال المذيع وكيف عرفتم ذلك, فقالوا, كنا ندرس التركيب الداخلي للقمر ففوجئنا بحزام من الصخور المتحولة يقطع القمر من سطحه الي جوفه الي سطحه فرجعنا الي العلماء وقالوا لا يمكن أن يحدث ذلك الا اذا كان القم انشق في يوم من الأيام ثم التحم. وهكذا جاء العلم ليثبت حقيقة ما حدثت للرسول منذ1400 عام . فقال السيد\ بيدكوك : حينما سمعت ذلك قفزت من الكرسى الذى كنت أجلس علية أمام التلفاز , و قلت : معجزة تحدث لمحمد قبل ألف و أربعمائة سنة , و يرويها القرأن بهذيل العجيب , يسخر الله من يثبتها للمسلمين فى عصر العلوم و التقنية الذى نعيشة , و بنفق هذا المبلغ الكبير , لابد أن يكون هذا الدين حقى , و عدت إلى ترجمة معانى القران الكريم أقرأها بشغف شديد , و كانت أفتتاح سورة القمر هى السبب المباشر لقبولى الأسلام دينا .
هذا فى الوقت الذى يحاول نفر من أبناء المسلمين القول بأن أنشقاق القم لم يحدث بعد , و أنة من علامات الأخرة إستنادآ إلى مطلع السورة " إقتربت الساعة.." و يتناسى هؤلاء قول الرسول(ص) فى الحديث الذى أخرجة الإمام مسلم فى صحيحة عن سهل بن سعد أنة قال " سمعت رسول الله (ص) يشير بأصبعة التى تلى الإبهام و الوسطى و هوا بقول :( بعثت أنا و الساعة هكذا ) " و يستشهد المنكرون لواقعة إنشقاق القمر إستشهادا خاطئا بقول الحق ( تبارك و تعالى ) فى سورة الإسراء : " و ما منعنا أن نرسل بالأيات إلا أن كزب بها الأولون.." ( الإسراء:59) و هو إستشهاد فى غير موضعة لوقوع العديد من الأيات و المعجزات الحسية لرسول الله (ص) طيلة حياتة الشريفة. فصلى الله و سلم و بارك على هذا النبى الخاتم , و الرسول الخاتم الذى شق لة الله (تعالى) القمر مرتين , كرامة لة و تعظيما لشأنة, و أبقى لنا أثر هذا الانشقاق شاهدا ملموسا على شرف نبوته, و نبل رسالتة , و صدق الكتاب الذى أنزل إلية ,